الأبوة والأمومة (الوالديّة) هما مسيرة ممتعة وصعبة ومنعشة ومرهقة. التحدّي عظيم-
أن تأخذ بيد كائن حي جديد لترشده نحو البلوغ ٬ وتلقنه كل ما يحتاجه ليحظى بحياة سعيدة
وناجحة
هنالك لحظات في حياة كل والدين يبدو فيها التحدّي ساحقا. أحيانًا ٬ نحن لا نعرف ما يجب
علينا فعله ٬ وأحيانا أخرى يبدو وكأنّ كلّ ما نفعله غير صحيح ٬ وفي بعض الأحيان تتراكم
كل ضغوطاتنا الحياتية وتتغلب علينا
يتعلم معظمنا ما هي تربية الأطفال من خلال ممارسة هذه المهمة. وبما أن المعلومات
التي نعرفها عن نمو الطفل قليلة ٬ فإننا نعتمد عادة على غريزتنا أو على تجاربنا من فترة
طفولتنا. لكن غرائزنا تكون في حالات عديدة مجرد ردود فعل عاطفية وغير مدروسة ٬
وفي حالات أخرى تكون تجارب طفولتنا سلبية أو حتى عنيفة
ونتيجة لهذا ٬ يعتقد العديد من الأهل أنّ الانضباط يقتصر على التوبيخ والضرب ٬ بينما يشعر آخرون
بالسوء نتيجة فقدان السيطرة على أعصابهم. البعض الآخر يشعر بالعجز.
ولكن هنالك طريقًا بديلاً. “الإنضباط” يعني في الحقيقة “التعليم”. ويرتكز التعليم على تحديد أهداف
التعلّم ٬ وعلى أيجاد الوسيلة الفعالة والعثور على حلول ناجعة ٬ من أجل ذلك.
لمن أُعِدَّ هذا الكتيب؟
أُعِدّ هذا الكتيب لخدمة أهالي الأطفال على اختلاف أعمارهم ٬ وهو يعالج مواضيع شائعة يمرّ
فيها الأطفال ٬ بدءًا بولادتهم وحتى نهاية فترة المراهقة. تعود المعلومات التي يحويها هذا الكتيب
بالفائدة على جميع العائلات .
كما يتوجه هذا الكتيب إلى الأهالي المستقبليين ٬ إذ قد يكون من المفيد التفكير في موضوع
الوالدية (تربية الأطفال) حتى قبل إنجابهم. ومن الأرجح أن يتعامل الأشخاص المطّلعون
والجاهزون للتحدي مع أطفالهم ٬ بطريقة أكثر نجاعة من الآخرين .
كما يتوجه هذا الكتيب لمن يقومون بمساعدة الأهل ٬ كمرشدي الوالدين ٬ مديري الحلقات
الموجهة للأهالي ٬ وكل من يعمل في مجال تقديم الدعم للعائلات. ويستطيع كل فرد من الأفراد
أو المجموعات استعمال هذا الكتيب لتوليد النقاش ولتشجيع حل المشاكل