صعوبات التعلم

اختلف العلماء في تحديد تعريف لصعوبات التعلم وذلك لصعوبة تحديد هؤلاء التلاميذ الذين يعانون صعوبات في التعلم وكذلك صعوبة اكتشاف هؤلاء التلاميذ على الرغم من وجودهم بكثرة في كثير من المدارس فهم حقا فئة محيرة من التلاميذ لانها تعاني تباينا شديدا بين المستوى الفعلي (التعليمي) والمستوى المتوقع المأمول الوصول اليه، فنجد ان هذا التلميذ من المفترض حسب قدراته ونسبة ذكائه التي قد تكون متوسطة أن فوق المتوسطة او يصل الى الصف الرابع او الخامس الابتدائي في حين انه لم يصل الى هذا المستوى.

فمن هو الطفل الذي يعاني صعوبات التعلم؟

هو طفل لا يعاني اعاقة عقلية او حسية (سمعية او بصرية) او حرمانا ثقافيا او بيئيا او اضطرابا انفعاليا بل هو طفل يعاني اضطرابا في العمليات العقلية او النفسية الاساسية التي تشمل الانتباه والادراك وتكوين المفهوم والتذكر وحل المشكلة يظهر صداه في عدم القدرة على تعلم القراءة والكتابة والحساب وما يترتب عليه سواء في المدرسة الابتدائية او فيما بعد من قصور في تعلم المواد الدراسية المختلفة لذلك يلاحظ الآباء والمعلمون ان هذا الطفل لا يصل الى نفس المستوى التعليمي الذي يصل له زملاؤه من نفس السن على الرغم مما لديه من قدرات عقلية  متوسطة او فوق متوسطة.

انواع صعوبات التعلم

1ـ صعوبات تعلم نمائية: وهي تتعلق بنمو القدرات العقلية والعمليات المسئولة عن التوافق الدراسي للطالب وتوافقه الشخصي والاجتماعي والمهني وتشمل صعوبات (الانتباه ـ الادراك ـ التفكير ـ التذكر ـ حل المشكلة) ومن الملاحظ ان الانتباه هو اولى خطوات التعلم وبدونه لا يحدث الادراك وما يتبعه من عمليات عقلية مؤداها في النهاية التعلم وما يترتب على الاضطراب في احدى تلك العمليات من انخفاض مستوى التلميذ في المواد الدراسية المرتبطة بالقراءة والكتابة وغيرها.

2ـ صعوبات تعلم أكاديمية: وهي تشمل صعوبات القراءة والكتابة والحساب وهي نتيجة ومحصلة لصعوبات التعلم النمائية او ان عدم قدرة التلميذ على تعلم تلك المواد يؤثر على اكتسابه التعلم في المراحل التالية:

محاكات التعرف على صعوبات التعلم

هناك خمسة محكات يمكن بها تحديد صعوبات التعلم والتعرف عليها وهي:
1ـ محك التباعد:

 ويقصد به تباعد المستوى التحصيلي للطالب في مادة عن المستوى المتوقع منه حسب حالته وله مظهران:

*  التفاوت بين القدرات العقلية للطالب والمستوى التحصيلي.

*  تفاوت مظاهر النمو التحصيلي للطالب في المقررات او المواد الدراسية.

فقد يكون متفوقا في الرياضيات عاديا في اللغات ويعاني صعوبات تعلم في العلوم او الدراسات الاجتماعية وقد يكون التفاوت في التحصيل بين اجزاء مقرر دراسي واحد ففي اللغة العربية مثلا قد يكون طلق اللسان في القراءة جيدا في التعبير ولكنه يعاني صعوبات في استيعاب دروس النحو او حفظ النصوص الادبية.

2ـ محك الاستبعاد:

حيث يستبعد عند التشخيص وتحديد فئة صعوبات التعلم الحالات الآتية: التخلف العقلي ـ الاعاقات الحسية ـ المكفوفين ـ ضعاف البصر ـ الصم ـ ضعاف السمع ـ ذوي الاضطرابات الانفعالية الشديدة مثل الاندفاعية والنشاط الزائد ـ حالات نقص فرص التعلم او الحرمان الثقافي).

3ـ محك التربية الخاصة:

ويرتبط بالمحك السابق ومفاده ان ذوي صعوبات التعلم لا تصلح لهم طرق التدريس المتبعة مع التلاميذ العاديين فضلا عن عدم صلاحية الطرق المتبعة مع المعاقين وانما يتعين توفير لون من التربية الخاصة من حيث (التشخيص والتصنيف والتعليم) يختلف عن الفئات السابقة.

4ـ محك المشكلات المرتبطة بالنضوج:

 حيث نجد معدلات النمو تختلف من طفل لآخر مما يؤدي الى صعوبة تهيئته لعمليات التعلم فما هو معروف ان الاطفال الذكور يتقدم نموهم بمعدل ابطأ من الاناث مما يجعلهم في حوالي الخامسة او السادسة غير مستعدين او مهيئين من الناحية الادراكية لتعلم التمييز بين الحروف الهجائية قراءة وكتابة مما يعوق تعلمهم اللغة ومن ثم يتعين تقديم برامج تربوية تصحح قصور النمو الذي يعوق عمليات التعلم سواء كان هذا القصور يرجع لعوامل وراثية او تكوينية او بيئية ومن ثم يعكس هذا المحك الفروق الفردية بين الجنسية في القدرة على التحصيل.

5ـ محك العلامات الفيورولوجية:

حيث يمكن الاستدلال على صعوبات التعلم من خلال التلف العضوي البسيط في المخ الذي يمكن فحصه من خلال رسام المخ الكهربائي وينعكس الاضطراب البسيط في وظائف المخ (Minimal Dysfunction) في الاضطرابات الادراكية (البصري والسمعي والمكاني، النشاط الزائد والاضطرابات العقلية، صعوبة الأداء الوظيفي).

ومن الجدير بالذكر ان الاضطرابات في وظائف المخ ينعكس سلبيا على العمليات العقلية مما يعوق اكتساب الخبرات التربوية وتطبيقها والاستفادة منها بل يؤدي الى قصور في النمو الانفعالي والاجتماعي ونمو الشخصية العامة. 

1- مفهوم عسر القراءة Dyslexia

كلمة Dyslexia مأخوذ من اللغة اليونانية القديمة وهي تتكون من مقطعين Dys، تعني كلمة نقص (غير متكامل) ومقطع Lexia ، وتعني كلمات أو لغة وعلى ذلك فهي تعني قصور أو ضعف أو ركاكة القدرة على الاتصال اللغوي ومن ثم صبح المعنى الذي تشير إليه كلمة Dyslexia صعوبة قراءة الكلمات المكتوبة.

وهناك مجموعة من التعريفات لمفهوم الديسلكسيا،

حيث يعرفها مركز تقييم نمو الطفل التابع للمركز الطبي بجامعة إنديانا على إنها “حالة قصور في القدرة على القراءة الصحيحة، بالدرجة ، بالدرجة التي يتقنها أقران الطفل ممن هم في مثل عمره ومرحلته التعليمية وتحدث نتيجة عوامل عضوية عصبية”.

وتعرف أيضاً بأنها “اضطراب أو قصور أو صعوبة نمائية تعبر عن نفسها في صعوبة قراءة الكلمات المكتوبة على الرغم من توافر القدر الملائم من الذكاء وظروف التعليم والتعلم والإطار الثقافي والاجتماعي.

وهي خبرة يمر بها الأطفال ذو المستوى المناسب من الذكاء وتظهر على شكل لغوي عام وهي اضطراب يصيب الطفل، حيث ينشغل في تحصيل المهارات اللغوية اللازمة للقراءة والكتابة والهجاء، ولا تتناسب هذه المهارات مع مستويات قدرات الطفل العقلية ولا الخبرات والمدرسية المعتادة التي تقدم له.

2- الفرق بين صعوبات القراءة وعسر القراءة Dyslexia

يرى ستانوفتش Stanovictch (1994) أن الخلط بين تعريف صعوبات القراءة وعسر القراءة يرجع إلى عوامل منهجية فيقول انه على الباحثين إن يبدءوا من تعريفات محايدة ومحددة للعسر القرائي ثم يبدءوا من هذه التعريفات المحايدة في دراسة ما إذا كانت هناك مجموعة من الأطفال يعانون من صعوبات القراءة يتميزون عن بقية من يعانون من هذه الصعوبات بأن لهم بروفيلات Conitive  مختلف تماماً.

        إذن أول فرق هو إن ذوي صعوبات القراءة لهم بروفيلات معرفية تختلف عن ذوي عسر القراءة.

يشير التعريف الإجرائي للديسلكسيا الذي قدمه هاريس و هودجز Harris & Hodges (1981) انه يشمل على ثلاث شروط:

1- أن يحدث عسر القراءة بالرغم من وجود عمليات حسية عادية ومستوى ذكاء عادي ووجود فرص للتعلم سواء في المدرسة أو المنزل.

2- يجب أن يكون العجز القرائي حاداً.

3- يجب أن يكون ناتجاً عن اضطراب في الجهاز العصبي المركزي وتضيف ميرسر Mercer أن عسر القراءة لها أسباب جينية ورائية واضطراب في النضج العصبي الوظيفي وليس ذلك شرطاً في صعوبات القراءة.

ومن الفروق الجوهرية بين صعوبات القراءة وعسر القراءة، ان عسر القراءة لا يشمل القراءة وحددها ولكنه يشمل الهجاء والتعرف على الحروف والكلمات والجمل منها.

يعرف الأطفال الذي يعانون من عسر القراءة الحاد بأنهم أقل بسنتين من العمر القرائي المتوقع للطفل أو بسنتين أقل في نسبة الذكاء (غير اللفظي).

ويجب أن نلفت النظر لأمر هام يتعلق بمعيار الحدة الذي يتمثل في العلاقة بين حدة المشكلة والعمر. فسنتان من التأخر القرائي في السابعة من العمر ستكون أكثر حدة من سنتين في الثانية عشر من العمر وعليه فأن تشخيص طفل يعاني مشكلة قرائية حادة يكون أكثر صعوبة من تشخيص طفل أكبر .

كما يختلف ذوي العسر القرائي عن ذوي صعوبات القراءة في ان عسر القراءة تعود فيه المشكلة إلى سبب محدد وهو اضطراب ذو طبيعة ورائية، وهو ناتج عن اضطراب مباشر واختلال وظيفي في الجهاز العصبي المركزي، أما الصعوبات القراءة فإن المنشأ الأساسي لها هو اضطراب في المعالجة المعرفية الإدراكية.

تلخيص للفروق السابقة بين صعوبات القراءة وعسر القراءة

م

صعوبات القراءة

عسر القراءة

1

ناتجة عن اضطراب في المعالجة المعرفية الإدراكية

ناتجة عن اضطراب في الجهاز العصبي المركزي (ورائية).

2

صعوبة القراءة غير حاد

صعوبة القراءة الحادة

3

تكون صعوبة في القراءة فقط

لا تكون في القراءة فقط بل تشمل الكتابة والهجاء والتعرف على الحروف والكلمات والجمل ومهمتها

4

وجود محك التباعد بين الذكاء والتحصيل

وجود محك التباعد بالإضافة إلى الطفل ذو عسر القراءة اقل بسنتين من العمر القرائي المتوقع له

5

ذو صعوبات القراءة لهم بروفيلات معرفية تختلف عن ذو عسر القراءة

عسر القراءة لهم بروفيلات معرفية عصبية تختلف عن ذوي صعوبات القراءة

 

الحاضرة الثانية عشر

الحاضرة الرابعة

المحاضرة الأولى

المحاضرة التاسعة

المحاضرة الثالثة عشر

المحاضرة الثالثة

المحاضرة الثامنة

المحاضرة الثانية

المحاضرة الحادية عشر

المحاضرة الخامسة

المحاضرة السادسة

المحاضرة العاشرة

المحاضرة السابعة

pop_logo
help_logo
hawai
pop_logo