اسباب مرض التوحد د بهاء الدين جلال
اسباب مرض التوحد لا تزال غير واضحة للعلماء ولكن الدراسات والابحاث التي اجريت على الاطفال التوحديين اظهرت ان هناك ضررا واصابة للجهاز العصبي المركزي(الدماغ), اما اثناء فترة الحمل أو بعدالولادة وخلال السنتين الاولى من عمر الطفل تسبب حدوث مرض التوحد,لكن هل هي بالتحديد جينية أي العوامل الوراثية أو تاثير البيئة مثل التسمم بالمعادن الثقيلة( الزئبق والرصاص) أو الاصابة ببعض الفيروسات وعوامل أخرى,أو تفاعل عوامل الوراثة مع عوامل البيئة . هناك بعض الفرضيات والنظريات حول اسباب مرض التوحد
نذكر اهمها:
1- عوامل الوراثة (جينات)
فهناك تساؤل هل مرض التوحد وراثي ؟؟هناك دراسات عديدة تجرى على اطفال توحديين وعلى عائلات(اقارب اطفال توحديين) وسلالات تكثر فيها الاصابة بالتوحد لتبيان مدى ارتباط مرض التوحد بالجينات ؟هناك بعض الملاحظات على انشار مرض التوحد:هناك عائلات تكثر فيها نسبة الاصابة بالتوحداذا كان احد التوائم مصاب بالتوحد احتمال 90% ان يكون الاخر لديه توحد تزداد احتمالية الاصابة بمرض التوحد عند الاسر التي لديها اصابة بمرض التوحد
تشير بعض الدراسات الى احتمالية ارتباط مرض التوحد مع مجموعة من الجينات حيث لها تأثير مشترك , وارتباطها بالكروموسوم 16 والبعض يذكر الكروموسوم 3
ولكن البعض الاخر لا يؤكد ذالك. للان لم يثبت بشكل قطعي هذا الارتباط , وتعمل عدة مراجع
طبية بحوثات مكثفة على ذالك . بعض الدراسات ترجع وجود عوامل وراثية ولكن ظهورها يحتاج تأثير بعض عوامل البيئة,وتستند الى دراسة وجدت ان ربع التوحديين يكون تطورهم طبيعي حتى السنة والنصف الى السنتان ومن ثم يحدث لهم انتكاس تطوري وتظهر علامات التوحد, ويعزون ذالك الى تأثير عوامل البيئ على الجينات التي تحملمرض التوحد.
2- تاثير التطعيم
منذ سنين يراقب العلماء الاطفال التوحديين ويرصدون ظهورهم فبعضهم لاحظ ان التشخيص غالبا يتم ما بين 18 شهرا و30 شهرا من عمر الطفل وهي الفترة ما بعد اعطاء المطعوم الثلاثي MMR واتجهت الشكوك بشدة الى هذا المطعوم ووجدوا ان المادة الحافظة في المطعومالثلاثي وهي ثيميراسول Thimerasol وتحتوي على الزئبق وهو من المعادن الثقيلة وتسسمه يسبب ضررا على وظائف الدماغ ويظهرعلى الطفل كتأخرتطوري ومشاكل سلوكية.
ولكن الاطباء استمروا باعطاء المطعوم الثلاثي المكون من الحصبة والحصبة الامانية والنكاف لاهميتها في حماية الطفل من هذه الامراض.منذ عام 1999أزالت ولاية بنسلفانيا الامريكية مادة الثيميراسول كمادة حافظة للمطعوم الثلاثي وبدأت باعطاء المطاعيم الخالية من الزئبق.اجريت دراسة على الاطفال من عام 2004 وحتى عام 2007 وهذه الفئة العمرية لم تتلقى مادة الثميروسال في المطعوم الثلاثي ووجدت ان نسبة حدوث مرض التوحد كانت من 3 الى 4 حالات لكل 1000 طفل وهذه النسبة توازي نسبة حدوث التوحد في الولايات الاخرى التي ابقت على مادة الثيميروسال في المطعوم الثلاثي.هذه الدراسة نشرت في مجلة Psychiatry الامريكية شهر يناير 2008نفاذية الامعاء للكازئين والجلوتين كسبب لمرض التوحديسيطر الجسم على نفاذبة الامعاء بشكل طبيعي لا يتم نفاذ بعض المواد التي تعتبر مؤذية او انها تصبح مؤذية بعد نفاظها للمعاء ودخولها الى الجسم حيث ترتبط بعناصر اخرى ليتكون مركبات تؤذي تطور
الدماغ.
ظهرت نظرية نفاذية الامعاء كخلل يسمح لبعض المواد مثل الجلوتين في الحبوب مثل القمح والاغذية التييدخل في تصنيعها، كذلك الكازئين الموجود في الحليب ومشتقاتهLeaky gut ، حيث يوجد عند الطفل التوحدي خلل أو نقص في بعض انزيمات الجسم عند تعيق عملية تحويل الجلوتين والكازئين مثل عملية الكبرتة فيؤدي الى تكوين مركبات سامةمثل الجليادينمورفين (peptides gliadinomorphin) والكازومورفين((casomorphin peptides وتتصرّفُ هذه المركبات مثل المورفينِ في الجسمِ، ولها تأثير سلبي على تطور الدماغِ عند الطفل. تمت دراسات على عينات بول لاطفال توحديين ووجد ان هناك مركبات مورفونية وشبه مورفونية لديهم.
بعض العائلات وضعت اطفالها تحت الست سنوات لمدة ثلاث شهور ولمسوا تحسنا على صحة
اطفالهم, بعضهم استمروا لفترة 6 شهور وخاصة اطفال فوق ال6 سنوات. في الاونة الاخيرة يتم تناول هذه النظرية بين عائلات الاطفال التوحديين حيث يضعوا اطفالهم على حمية غذائية خالية من القمح والشعير ومادة الكازئين . لكن المراجع الطبية لم تستطع ان تثبت هذه النظرية بشكل مؤكد . هناك بعض المراجع العلمية اجرت دراسات على اطفال توحديين ولم تأكد وجود علاقة بين نفاذية الامعاء والتوحد بشكل قطعي. يعاني الاطفال التوحديين من اضطرابات الامعاء مثل ضعف توازن الجراثيم النافعة والضارة في الامعاء والى زيادة تواجد الخمائر والفطريات وهذا يؤدي الى عصر الهضم وسوء الامتصاص.